في عالم تتزايد فيه الحاجة إلى تنظيم البيانات وتوسيع مساحة التخزين، يبرز برنامج AOMEI Partition Assistant Standard كأداة لا غنى عنها لكل مستخدم يسعى للتحكم الكامل في تقسيمات القرص الصلب دون تعقيدات. ففي الوقت الذي أصبحت فيه أجهزة الحاسوب جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، سواء للعمل أو التعليم أو الترفيه، تزداد الحاجة إلى إدارة فعّالة لمساحة التخزين. كثيرًا ما يواجه المستخدمون مشكلة امتلاء قرص النظام (C:) بينما يبقى قرص آخر (مثل D:) فارغًا أو شبه فارغ، أو يرغبون في ترقية جهازهم من قرص صلب تقليدي (HDD) إلى قرص ذي حالة صلبة (SSD) دون فقدان بياناتهم. في مثل هذه الحالات، تأتي الحاجة إلى أداة متقدمة وسهلة الاستخدام يمكنها التعامل مع هذه التحديات بذكاء وأمان. هنا بالضبط يدخل AOMEI Partition Assistant Standard ليقدم حلاً شاملاً، آمنًا، ومجانيًا، يلبي احتياجات المستخدمين من جميع المستويات، من المبتدئين إلى ذوي الخبرة.
يُعد هذا البرنامج من إنتاج شركة AOMEI Technology، وهي شركة صينية متخصصة في تطوير أدوات إدارة البيانات والتخزين. منذ إطلاقه، حظي البرنامج بشعبية واسعة بين مستخدمي ويندوز حول العالم، ليس فقط بسبب كونه مجانيًا، بل أيضًا بفضل كفاءته العالية، وسهولة استخدامه، وقدرته على تنفيذ مهام معقدة تُعد من أصعب العمليات في إدارة الأقراص. وعلى عكس العديد من الأدوات المشابهة التي تتطلب خبرة تقنية عميقة أو تفرض رسومًا باهظة مقابل الميزات الأساسية، يتيح AOMEI Partition Assistant Standard للمستخدم العادي تنفيذ عمليات متقدمة مثل نسخ الأقراص، وترحيل نظام التشغيل، وتحويل تنسيق التقسيم، كل ذلك من خلال واجهة بديهية وخطوات توجيهية واضحة.
إدارة الأقراص: لماذا هي مهمة في العصر الرقمي؟
قبل الغوص في تفاصيل البرنامج، من المهم فهم السياق الأوسع الذي يجعل إدارة تقسيمات الأقراص ضرورة حتمية. فمع تطور التكنولوجيا، أصبحت مساحات التخزين أكبر، لكن البيانات التي ننتجها ونخزنها تزداد بوتيرة أسرع. ملفات الفيديو عالية الدقة، والبرامج الضخمة، ونُسخ العمل اليومية، كلها تُستهلك مساحة تخزين بشكل متسارع. ومع ذلك، فإن معظم أجهزة الكمبيوتر تُباع بتكوينات تقسيمية محددة مسبقًا، غالبًا ما تكون غير مثالية للمستخدم. على سبيل المثال، قد يأتي جهازك مع قرص واحد مقسّم إلى قسم C: للنظام وقسم D: للبيانات، لكن مع مرور الوقت، يمتلئ قسم C: بالتحديثات والتطبيقات، بينما يبقى D: فارغًا. هنا تظهر الحاجة إلى تعديل هذه التقسيمات، وهو ما لا تسمح به أدوات ويندوز المدمجة إلا بشكل محدود جدًا.
في الواقع، تأتي أداة "إدارة الأقراص" (Disk Management) في ويندوز مع قيود كبيرة. فهي لا تسمح، على سبيل المثال، بتوسيع قسم النظام (C:) إلا إذا كانت المساحة غير المخصصة مجاورة له مباشرة، ولا يمكنها دمج الأقسام بحرية، كما أنها لا تدعم نسخ الأقراص أو استنساخها بشكل متكامل. هذه القيود تدفع المستخدمين إلى البحث عن حلول بديلة، وهنا يبرز AOMEI Partition Assistant Standard كخيار مثالي. فهو لا يُكمل ما تقصّر فيه أدوات ويندوز فحسب، بل يتفوق عليها في السرعة، والدقة، والقدرة على التعامل مع حالات معقدة دون تعريض البيانات للخطر.
تغيير حجم الأقسام ونقلها: حرية إدارة المساحة كما لم يحدث من قبل
أحد أكثر الميزات شيوعًا واستخدامًا في AOMEI Partition Assistant Standard هي القدرة على تغيير حجم الأقسام (Resize/Move Partition). تخيل أن قرصك الصلب مقسّم إلى قسمين: C: بحجم 100 غيغابايت وD: بحجم 200 غيغابايت. مع مرور الوقت، يمتلئ قسم C: بالبيانات، بينما يظل D: يحتوي على 150 غيغابايت فارغة. في هذه الحالة، يصبح من الضروري نقل بعض المساحة من D: إلى C: لتجنب توقف النظام أو بطء الأداء. باستخدام أدوات ويندوز، قد تكون هذه العملية مستحيلة إذا لم تكن المساحة الفارغة مجاورة لقسم C:. لكن مع AOMEI Partition Assistant Standard، يصبح الأمر ممكنًا وبسيطًا.
يتيح لك البرنامج سحب حدود القسم بسهولة باستخدام الماوس، تمامًا كما لو كنت تُعيد ترتيب نوافذ على سطح المكتب. يمكنك تقليل حجم قسم D:، مما يُنتج مساحة غير مخصصة، ثم نقل هذه المساحة إلى قرب قسم C:، وتوسيعه ليشملها. كل هذه الخطوات تتم في بيئة مرئية، حيث ترى تخطيط الأقراص بأكمله، مما يمنحك رؤية شاملة عن كيفية توزيع المساحة. والأهم من ذلك، أن هذه العملية لا تتطلب حذف أي بيانات أو إعادة تهيئة الأقسام، وبالتالي لا تخسر ملفاتك. البرنامج يقوم بإعادة تنظيم البيانات داخليًا بطريقة آمنة، مما يضمن بقاء كل شيء سليمًا بعد الانتهاء.
هذه الميزة لا تقتصر على الأقسام الكبيرة فقط، بل تمتد إلى الأقسام الصغيرة أو حتى تلك التي تحتوي على ملفات نظام حساسة. فعلى سبيل المثال، إذا كنت ترغب في توسيع قسم النظام (C:) الذي يحتوي على ملفات ويندوز، فإن البرنامج يتعامل مع هذه الملفات بحذر شديد، ويضمن أن العملية لا تؤثر على استقرار النظام. كما يدعم البرنامج الأقسام التي تحتوي على برامج مثبتة، مثل برامج المكتب أو برامج التصميم، مما يعني أنك لن تضطر إلى إعادة تثبيت أي شيء بعد تعديل الأقسام.
دمج وتقسيم الأقسام: مرونة في تنظيم البيانات
إلى جانب تغيير الحجم، يوفر البرنامج ميزة دمج الأقسام (Merge Partitions)، وهي مفيدة جدًا عندما ترغب في تبسيط هيكل التخزين لديك. على سبيل المثال، قد يكون لديك قرص مقسّم إلى أربعة أقسام صغيرة (D:, E:, F:, G:)، وكل منها مخصص لنوع معين من الملفات، لكن مع الوقت أصبح من الصعب تتبع الملفات أو إدارة المساحة بكفاءة. في هذه الحالة، يمكن دمج هذه الأقسام الأربعة في قسم واحد أكبر، مما يسهل الإدارة ويقلل من الفوضى.
عملية الدمج في AOMEI Partition Assistant Standard تتم بخطوات بسيطة: تختار القسم الرئيسي (الوجهة)، ثم تحدد الأقسام التي تريد دمجها فيه. يجب أن تكون هذه الأقسام مجاورة للقسم الرئيسي، وهي شرط تقني طبيعي، لكن البرنامج يوضح ذلك بوضوح في الواجهة. بعد تأكيد العملية، يقوم البرنامج بنقل جميع البيانات من الأقسام المدمجة إلى القسم الرئيسي، ثم يحذف الأقسام الأصلية ويُدمج المساحة. كل ذلك يتم دون فقدان أي ملفات، بشرط أن تكون المساحة في القسم الرئيسي كافية لاستيعاب البيانات.
من ناحية أخرى، تتيح ميزة التقسيم (Split Partition) للمستخدم تقسيم قسم كبير إلى أقسام أصغر حسب الحاجة. فمثلًا، إذا كان لديك قرص بحجم 500 غيغابايت ولا تستخدمه بكامل طاقته، يمكنك تقسيمه إلى قسمين: واحد بحجم 300 غيغابايت للبيانات الشخصية، وآخر بحجم 200 غيغابايت للاحتياط أو لاستخدامه كمساحة تبادل. هذه المرونة تساعد في تنظيم البيانات بشكل أفضل، وتسهّل عملية النسخ الاحتياطي، كما تقلل من تأثير أي تلف محتمل على قسم واحد على باقي البيانات.
استنساخ الأقراص والأقسام: حماية البيانات وضمان الاستمرارية
من بين الميزات الأكثر تطورًا في البرنامج هي ميزة الاستنساخ (Clone Disk/Partition)، والتي تُستخدم بشكل واسع عند ترقية الجهاز من قرص صلب تقليدي إلى قرص SSD. فكثيرًا ما يرغب المستخدمون في الاستفادة من سرعة الأقراص الصلبة ذات الحالة الثابتة، لكنهم يخشون من فقدان بياناتهم أو الحاجة إلى إعادة تثبيت النظام والبرامج. هنا يأتي دور AOMEI Partition Assistant Standard، حيث يسمح باستنساخ القرص القديم بالكامل إلى الجديد، بما في ذلك نظام التشغيل، والملفات، والإعدادات، والتطبيقات.
تتم عملية الاستنساخ عبر معالج بسيط: تختار القرص المصدر (HDD القديم)، ثم تحدد القرص الوجهة (SSD الجديد)، وتختار بين نسخ جميع الأقسام أو الأقسام المحددة. إذا كان القرص الجديد أكبر من القديم، يمكن للبرنامج توسيع الأقسام تلقائيًا لملء المساحة الزائدة. أما إذا كان أصغر، فيتحقق البرنامج من أن المساحة كافية قبل بدء العملية. بعد الانتهاء، يمكنك استبدال القرص القديم بالجديد، وتشغيل الجهاز كما لو لم يحدث شيء، مع الحفاظ على جميع بياناتك.
ميزة الاستنساخ لا تقتصر على الترقيات فقط، بل تُستخدم أيضًا في النسخ الاحتياطي. فعلى سبيل المثال، إذا كنت تخطط لإجراء تغييرات كبيرة على النظام، مثل تثبيت برنامج معقد أو تعديل في التسجيل (Registry)، يمكنك استنساخ القرص أولاً، ثم العودة إليه في حالة حدوث مشكلة. كما يمكن استخدام هذه الميزة في بيئات العمل لاستنساخ أقراص الموظفين أو لنقل البيانات بين الأجهزة.
التحويل بين تنسيقات التقسيم: MBR وGPT، NTFS وFAT32
مع تطور أنظمة التشغيل، ظهرت تنسيقات تقسيم جديدة مثل GPT (GUID Partition Table) كبديل للتنسيق القديم MBR (Master Boot Record). الفرق بينهما كبير: فبينما يدعم MBR أقراصًا بحجم أقصاه 2 تيرابايت، ويدعم حتى أربع أقسام أولية فقط، فإن GPT يدعم أقراصًا أكبر بكثير، ويسمح بعدد أكبر من الأقسام، ويوفر ميزات أمان أفضل مثل التحقق من سلامة البيانات. ومع ذلك، لا يمكن التحويل بين هذين التنسيقين باستخدام أدوات ويندوز دون فقدان البيانات.
هنا يظهر التفوق الحقيقي لـ AOMEI Partition Assistant Standard، حيث يتيح التحويل بين MBR وGPT دون حذف أي بيانات. هذه الميزة حيوية جدًا عند ترقية جهاز قديم إلى نظام ويندوز حديث مثل ويندوز 11، الذي يتطلب غالبًا أن يكون القرص بتنسيق GPT للتشغيل مع UEFI. بدلًا من إعادة تثبيت النظام وفقدان كل شيء، يمكنك ببساطة استخدام البرنامج لتحويل القرص، ثم الاستمرار في استخدام جهازك كما هو.
إلى جانب ذلك، يدعم البرنامج التحويل بين أنظمة الملفات مثل NTFS وFAT32. فعلى الرغم من أن ويندوز يسمح بتحويل FAT32 إلى NTFS، إلا أنه لا يدعم العكس. ومع ذلك، في بعض الحالات، قد تحتاج إلى تحويل قسم من NTFS إلى FAT32، مثل عند استخدام وسائط خارجية مع أجهزة لا تدعم NTFS (كبعض أجهزة الاستريو أو أجهزة التلفاز الذكية). هنا يتيح لك البرنامج تنفيذ هذه العملية بسهولة، مع الحفاظ على البيانات، شريطة أن تكون المساحة كافية.
ترحيل نظام التشغيل: انتقل إلى SSD دون عناء
من أكثر المهام التي يُقدّرها المستخدمون هي "ترحيل نظام التشغيل" (Migrate OS to SSD/HDD). هذه الميزة مخصصة بشكل خاص لمن يرغب في ترقية جهازه من HDD إلى SSD دون إعادة تثبيت الويندوز. فكما ذكرنا سابقًا، تُعد الأقراص الصلبة ذات الحالة الثابتة أسرع بكثير من الأقراص الميكانيكية، مما يحسن أداء الجهاز بشكل ملحوظ. لكن عملية نقل النظام الكامل كانت في الماضي معقدة، وتتطلب أدوات متعددة أو خبرة تقنية عالية.
مع AOMEI Partition Assistant Standard، أصبحت هذه العملية في متناول الجميع. ما عليك سوى توصيل القرص الجديد، تشغيل البرنامج، واختيار خيار "Migrate OS to SSD/HDD". سيقوم البرنامج تلقائيًا باستنساخ جميع الأقسام المرتبطة بنظام التشغيل (مثل قسم النظام، وقسم الاسترداد، وقسم EFI إذا وُجد) إلى القرص الجديد. بعد الانتهاء، يمكنك تغيير ترتيب التمهيد في البيوس (BIOS) ليبدأ الجهاز من القرص الجديد، وستلاحظ فرقًا كبيرًا في سرعة التشغيل، وفتح البرامج، واستجابة النظام بشكل عام.
ما يميز هذه الميزة هو أنها لا تنقل فقط ملفات النظام، بل تنقل أيضًا إعدادات التمهيد، مما يضمن أن الجهاز يعمل بشكل سليم بعد الترقية. كما يدعم البرنامج الأقراص ذات الأحجام المختلفة، ويُمكنه التعامل مع الأقسام المجزأة أو تلك التي تحتوي على بيانات متداخلة.
التحقق من القطاعات التالفة وإصلاحها: الحفاظ على سلامة البيانات
مع مرور الوقت، قد يتعرض القرص الصلب لعوامل تؤدي إلى تلف بعض القطاعات (Bad Sectors)، سواء بسبب الاستخدام المكثف أو الأعطال الميكانيكية أو انقطاع الكهرباء المفاجئ. هذه القطاعات التالفة قد تؤدي إلى فقدان ملفات، أو بطء في الأداء، أو حتى فشل في قراءة البيانات. لذا، من المهم فحص القرص بانتظام والتحقق من سلامته.
يوفر AOMEI Partition Assistant Standard أداة لفحص القطاعات التالفة (Check Partition for Bad Sectors)، حيث يقوم بمسح الأقسام المحددة بحثًا عن أي مناطق تالفة. إذا وُجدت مثل هذه القطاعات، يمكن للبرنامج عزلها أو إبلاغك بها، مما يساعدك على اتخاذ قرار بشأن استبدال القرص أو نقل البيانات قبل تفاقم المشكلة. كما يمكنه إصلاح بعض الأخطاء البسيطة في نظام الملفات، مثل الروابط المعطلة أو الإشارات الخاطئة.
هذه الميزة تُعد جزءًا من استراتيجية وقائية لحماية البيانات، وتجعل من البرنامج أداة صيانة دورية مفيدة، لا مجرد أداة لإدارة الأقسام. فهي تساعدك على اكتشاف المشكلات مبكرًا، قبل أن تتحول إلى كارثة كبيرة.
إنشاء وسائط قابلة للتمهيد: إدارة الأقسام خارج النظام
أحد التحديات الكبيرة في إدارة الأقراص هو أن بعض العمليات لا يمكن تنفيذها أثناء تشغيل النظام، خاصة تلك التي تشمل قسم النظام (C:). على سبيل المثال، لا يمكنك توسيع قسم C: أثناء استخدامه، لأن بعض الملفات تكون قيد الاستخدام. لحل هذه المشكلة، يوفر البرنامج ميزة إنشاء وسائط قابلة للتمهيد (Bootable Media)، مثل USB أو قرص DVD، تحتوي على نسخة مستقلة من البرنامج تعمل خارج ويندوز.
بمجرد إنشاء هذا الوسيط، يمكنك تمهيد الجهاز منه، وتشغيل AOMEI Partition Assistant في بيئة خارجية، حيث يكون القرص متاحًا بالكامل دون قيود. في هذه البيئة، يمكنك تنفيذ أي عملية تريدها، مثل نسخ الأقراص، أو تغيير حجم الأقسام، أو استعادة نظام التشغيل، ثم إعادة تشغيل الجهاز من القرص العادي. هذه الميزة تُعد حيوية جدًا في الحالات الحرجة، مثل فشل النظام أو الحاجة إلى استعادة نسخة احتياطية.
عملية إنشاء الوسيط بسيطة: تختار نوع الوسيط (USB أو ISO)، ثم تحدد الجهاز، ويقوم البرنامج بإنشاء الملفات اللازمة تلقائيًا. يمكن استخدام هذا الوسيط على أي جهاز آخر، مما يجعله أداة مثالية لفنيي الصيانة أو الدعم الفني.
محاذاة SSD: تحسين الأداء وإطالة العمر
عند استخدام الأقراص الصلبة ذات الحالة الثابتة (SSD)، هناك مفهوم يُعرف بـ "محاذاة الأقسام" (Partition Alignment)، وهو يؤثر بشكل مباشر على أداء القرص وعمره الافتراضي. ففي الأقراص الميكانيكية، كانت البيانات تُخزن في مسارات دائرية، لكن في الأقراص الصلبة ذات الحالة الثابتة، تُخزن في كتل (Blocks) وصفحات (Pages). إذا لم تكن الأقسام محاذية بشكل صحيح مع هذه الكتل، فقد تؤدي العمليات الكتابية إلى كتابة غير فعّالة، مما يقلل من السرعة ويُسرّع من تآكل الخلايا.
يحتوي AOMEI Partition Assistant Standard على ميزة "محاذاة SSD" (SSD Alignment)، والتي تضمن أن جميع الأقسام الجديدة أو المعدلة تكون محاذية بشكل مثالي مع بنية القرص. هذه العملية تتم تلقائيًا عند إنشاء أو تعديل أقسام على SSD، مما يضمن أقصى أداء وأطول عمر ممكن للقرص. هذه الميزة قد تبدو تقنية، لكنها تُحدث فرقًا ملحوظًا في الاستخدام اليومي، خاصة في المهام التي تتطلب قراءة/كتابة متكررة مثل تشغيل الألعاب أو تحرير الفيديو.
مسح آمن للبيانات: حماية الخصوصية
في بعض الأحيان، قد ترغب في بيع جهازك القديم أو التخلص منه، لكنك تخشى من أن تقع بياناتك الحساسة في أيدي آخرين. حتى لو قمت بحذف الملفات أو إعادة تهيئة القرص، فإن البيانات لا تُحذف فعليًا من السطح المغناطيسي، ويمكن استعادتها باستخدام أدوات متخصصة. لحل هذه المشكلة، يوفر البرنامج ميزة "مسح آمن للبيانات" (Secure Delete)، والتي تكتب بيانات عشوائية فوق الملفات المحذوفة عدة مرات، مما يجعل استعادتها مستحيلة.
يمكنك تطبيق هذه الميزة على ملفات معينة، أو على أقسام كاملة، أو على المساحة غير المخصصة. كما يدعم البرنامج معايير مسح متعددة، مثل معيار DoD 5220.22-M أو معيار Gutmann، حسب مستوى الأمان المطلوب. هذه الميزة تُعد جزءًا أساسيًا من حماية الخصوصية، وتجعل من البرنامج أداة شاملة لا تهتم فقط بالأداء، بل أيضًا بالأمن.
واجهة المستخدم: بساطة تمنح القوة
من بين العوامل التي ساهمت في انتشار البرنامج هو تصميم واجهة المستخدم البديهية والجذابة. عند فتح البرنامج، ترى تخطيطًا مرئيًا واضحًا لجميع الأقراص والأقسام، مع ألوان مميزة لكل نوع. يمكنك سحب الأقسام، أو تغيير حجمها، أو نقلها، كل ذلك بنقرات قليلة. كما يوفر البرنامج "معالجات" (Wizards) خطوة بخطوة لتنفيذ المهام المعقدة، مما يجعلها في متناول المبتدئين.
على الرغم من بساطة الواجهة، إلا أنها لا تقلل من القوة الكامنة وراء البرنامج. فالخيارات المتقدمة متاحة دائمًا للمستخدمين الخبراء، مثل تحديد معلمات النسخ بدقة، أو تخصيص إعدادات التمهيد، أو التعامل مع الأقراص الديناميكية. هذا التوازن بين البساطة والقوة هو ما يجعل البرنامج مناسبًا لمجموعة واسعة من المستخدمين.
التوافق والتحديثات: دعم مستمر مع التطور
يدعم AOMEI Partition Assistant Standard مجموعة واسعة من أنظمة ويندوز، بدءًا من ويندوز XP وويندوز Vista، مرورًا بويندوز 7 و8 و8.1، وصولًا إلى ويندوز 10 و11، سواء بنسخ 32 بت أو 64 بت. كما يدعم الأقراص الداخلية والخارجية، وأقراص RAID، والأقراص الديناميكية، وحتى الأقراص الظاهرية (VHD/VHDX).
بالإضافة إلى ذلك، تحرص شركة AOMEI على إصدار تحديثات دورية للبرنامج، تضيف ميزات جديدة، وتحسّن الأداء، وتدعم الأجهزة الحديثة. هذا الالتزام بالتحديثات يجعل البرنامج حيويًا وموثوقًا على المدى الطويل، ولا يصبح عبئًا على المستخدمين مع تطور التكنولوجيا.
المزيد: أفضل برنامج نقل الملفات من هارد تالف إلى قرص جديد
تجربة المستخدم: من النظرية إلى التطبيق العملي
لقد جربت استخدام AOMEI Partition Assistant Standard في عدة سيناريوهات مختلفة، وكانت النتائج دائمًا مرضية. في إحدى المرات، احتجت إلى نقل نظام التشغيل من قرص HDD بحجم 500 غيغابايت إلى قرص SSD بحجم 256 غيغابايت. كانت العملية تبدو معقدة في البداية، لكن البرنامج قام بتحليل البيانات، وأخبرني أن المساحة كافية، ثم بدأ في النسخ. استغرقت العملية حوالي 20 دقيقة، وبعد الانتهاء، قمت بتغيير ترتيب التمهيد، وتم تشغيل الجهاز من SSD بنجاح. السرعة كانت مذهلة، والبيانات كلها سليمة.
في تجربة أخرى، احتجت إلى دمج قسمين على قرص خارجي. كنت أخشى من فقدان البيانات، لكن البرنامج أظهر لي تخطيط الأقسام بوضوح، وشرح خطوات الدمج، وتمت العملية دون أي مشاكل. هذه التجارب جعلتني أعتمد على البرنامج كأداة أساسية في صيانة أجهزتي، سواء الشخصية أو تلك الخاصة بالأصدقاء والعائلة.
الخلاصة: لماذا يجب أن يكون هذا البرنامج في جهازك؟
في النهاية، يمكن القول إن AOMEI Partition Assistant Standard ليس مجرد أداة لإدارة الأقراص، بل هو حل متكامل يجمع بين القوة، والبساطة، والأمان. فهو يلبي احتياجات المستخدمين من جميع المستويات، من المبتدئ الذي يرغب في توسيع قسم النظام، إلى المحترف الذي يحتاج إلى نسخ أقراص معقدة أو استعادة أنظمة فاشلة. كونه مجانيًا يجعله خيارًا لا يمكن تجاهله، خاصة في ظل وجود بدائل مدفوعة تقدم نفس الميزات بأسعار عالية.
سواء كنت تخطط لترقية جهازك، أو ترغب في تنظيم بياناتك، أو تحتاج إلى أداة للنسخ الاحتياطي والاسترداد، فإن AOMEI Partition Assistant Standard يمنحك القوة والمرونة لإدارة أقراصك بكفاءة، دون الحاجة إلى خبرة تقنية عميقة. إنه دليل على أن الأدوات المجانية يمكن أن تكون في مستوى الأدوات الاحترافية، بل وأفضل منها في بعض الأحيان.
لذا، إذا كنت تبحث عن وسيلة آمنة وفعّالة للتحكم في مساحة التخزين لديك، فلا تتردد في تحميل هذا البرنامج من الموقع الرسمي، وتجربته بنفسك. قد تتفاجأ بمدى البساطة التي يمكن أن تُدار بها أقراصك، وكيف يمكن لخطوة بسيطة أن تُحدث فرقًا كبيرًا في أداء جهازك وتجربة استخدامك له.
رابط الموقع الرسمي لبرنامج AOMEI Partition Assistant Standard.