في خطوة تعكس التوجه المتسارع نحو دمج الذكاء الاصطناعي في التطبيقات اليومية، تعمل شركة ميتا على تطوير ميزة جديدة ضمن تطبيق واتساب تحمل اسم "الملخص السريع". تهدف هذه الميزة إلى مساعدة المستخدمين في إدارة الرسائل غير المقروءة بطريقة أكثر ذكاءً وكفاءة، من خلال تقديم موجز مختصر للمحتوى المتراكم في عدة محادثات دفعة واحدة، دون الحاجة لفتح كل محادثة على حدة. الفكرة تبدو بسيطة من حيث الشكل، لكنها تعتمد على تقنيات متقدمة تضمن الخصوصية وتحسن تجربة الاستخدام بشكل ملحوظ.
الميزة الجديدة تستفيد من أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي لتقديم لمحة سريعة عمّا تحتويه الرسائل، بحيث تُظهر أبرز النقاط أو الموضوعات المتكررة داخل المحادثات التي لم تُفتح. وبذلك، يستطيع المستخدم أن يحصل على نظرة عامة، قد تكون كافية لتحديد ما إذا كانت هناك رسائل تستحق الرد الفوري أو يمكن تأجيلها لاحقًا. هذا النوع من التلخيص الذكي يُشبه إلى حد ما فكرة موجز الأخبار، لكنه موجه نحو المحادثات الخاصة أو الجماعية على واتساب.
لكن ما يجعل الميزة مميزة فعلاً هو التزام ميتا بتطبيق معايير صارمة في حماية الخصوصية. فالعملية كلها تتم داخل بيئة معالجة معزولة، تضمن أن النصوص الأصلية للرسائل لا تخرج من الجهاز ولا تُرسل إلى خوادم الشركة. الرسائل تخضع للتشفير من الطرفين، والملخص الناتج يُولد محليًا بحيث لا يستطيع أحد – حتى واتساب نفسه – الاطلاع عليه أو تخزينه. بهذا الشكل، يُحافظ التطبيق على سمعته كمنصة تعتمد خصوصية المستخدم كأحد ركائزها الأساسية، ويُجنب نفسه الانتقادات المتعلقة بجمع البيانات، التي طالت العديد من التطبيقات الأخرى في الفترة الأخيرة.
الملخص السريع لا يُطبّق على جميع المحادثات دفعة واحدة، بل يتيح للمستخدم اختيار ما يصل إلى خمس محادثات لتلخيصها في كل مرة. ويمكن تكرار العملية لاحقًا مع محادثات أخرى، مما يمنح المستخدم حرية في إدارة وقته ومحادثاته حسب الأولويات. ومن المهم التنويه إلى أن الميزة لن تكون متاحة للمحادثات التي تستخدم خاصية "الدردشة الخاصة" أو تلك التي تخضع لإعدادات خصوصية متقدمة، في خطوة إضافية تعزز من احترام التطبيق لخيارات المستخدمين.
النسخة التجريبية من الميزة بدأت بالوصول إلى بعض المستخدمين في الولايات المتحدة، وتحديدًا باللغة الإنجليزية، في إطار اختبار محدود قبل تعميمها عالميًا. ومن المنتظر أن تقوم ميتا بتوسيع نطاق التوفر تدريجيًا ليشمل لغات وأسواق أخرى لاحقًا هذا العام، وربما تصل إلى مستخدمي المنطقة العربية خلال الأشهر القادمة، إذا تم اعتماد النسخة المحلية للميزة وتكييفها مع اللغة والثقافة.
هذه الإضافة من شأنها أن تحدث فارقًا لدى المستخدمين الذين ينشطون في مجموعات كبيرة أو يتلقون كمًّا هائلًا من الرسائل يوميًا، حيث تصبح مهمة متابعة المحتوى أقل إجهادًا وأكثر تنظيمًا. كما تُعد الميزة مفيدة لمن يعود إلى هاتفه بعد فترة انقطاع ويُفاجأ بوابل من الرسائل المتراكمة، إذ توفر له تلخيصًا سريعًا يُمكنه من التعامل مع المحادثات بشكل ذكي دون أن يُهدر وقتًا كبيرًا في الفتح والقراءة اليدوية لكل رسالة.
في خضم المنافسة بين تطبيقات المراسلة، يبدو أن واتساب يسير بخطى ثابتة نحو إعادة تشكيل طريقة تفاعل المستخدمين مع محادثاتهم، من خلال أدوات ذكية تحاكي أساليب العمل الحديثة وتعتمد على البساطة والفعالية. ومع استمرار الابتكار، تُثبت الشركة أنها لم تعد تكتفي بتقديم خدمات التواصل التقليدية، بل تسعى إلى تحويل التجربة الرقمية إلى فضاء أكثر ذكاءً وخصوصية.
- المزيد: تحديث واتساب الجديد يُذهل المستخدمين بميزات رائعة تعرف عليها
